الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

قصة وفاة المعلمة غدير كتوعة بحريق مدارس البراعم بحي الصفا , موت المعلمة غدير كتوعة , قصة وفاة المعلمة غدير كتوعة بحريق مدرسة الصفا

قصة وفاة المعلمة غدير كتوعة بحريق مدارس البراعم بحي الصفا , موت المعلمة غدير كتوعة ,

وقبل أن تلقى مصرعها بيومين في حادثة "حريق البراعم" غدير كتوعة.. ودّعت طالباتها بـ "دعاء" عبر"البلاك بيري"


"ربي أحسن خاتمتي واصرف عني ميتة السوء ولا تقبض روحي إلا وأنت راضٍ عني"

بهذا الدعاء المؤثر ودّعت غدير كتوعة وكيلة مدرسة براعم الوطن أحباءها وزميلاتها وطالباتها عبر البلاك بيري،

فكتبت غدير دعاءها قبل يومين من وفاتها، إثر اختناقٍ وقع لها نتيجة حريقٍ نُشب في المدرسة، وكأنها أبت أن تلاقي ربها

قبل أن تترك كلمات يتذكرونها بها. وبصعوبةٍ بالغة تواصلت "احدى الصحف" مع إحدى قريباتها "رقية كتوعة"

والتي تحدثت عن سمات الفقيدة قائلة: إنها شخصية مُحبة للخير، تعشق مساعدة الآخرين، ابتسامتها الصافية لا تفارق
 محياها، شديدة البر بأمها، موضحة أنها كانت معلمة للرياضيات ولتميزها وإبداعها تمت ترقيتها وكيلة للمدرسة .
وأضافت قائلة: كانت متوقدة النشاط والذهن في المدرسة، تُضفي روح التفاؤل والمحبة بين المعلمات والطالبات، فكانت الندى

الرقيق الذي يخفف من ضغط المعاناة على زميلاتها وطالباتها . وبنبرة حزنٍ وأسى استكملت حديثها قائلة: كانت تعشق
 الطالبات وتتفانى في توفير المناخ التربوي لإبداعهن، ونظراً لشعورها بالمسئولية فقد آثرت إنقاذهن من الحريق حتى
 آخر طالبة، وشاءت إرادة الله بعدها أن تختنق من جرّاء الدخان الكثيف الذي خيّم على أرجاء المكان . وقالت: منذ علمنا بنبأ
وفاتها ساد الحزن أفراد أسرتها وألجمنا الصمت وبات الدعاء بالرحمة سلاحنا نغالب به دموعنا التي انهمرت كمداً على
غاليتنا، وخلال تواصلي معها سمعت حروفاً مبعثرة نسجت كلمات طفولة بريئة قائلة: "أنتظر أمي ولن أنام إلا في حضنها"
كانت هذه ابنتها الصغرى طفلة الروضة، وقد أدمت كلماتها قلبي فانهرتُ باكية ووددت احتضان الطفلة لو كانت بجانبي .
وتابعت: كانت غدير تعشق أسرتها وتعتني بابنتيها وتسهر على رعايتهما، لم تفارقهما مطلقا، فكانت ينبوعاً من الحنان أفاض
على المحيطين بها، موضحة رفضها التام لوجود خادمة بالمنزل، فكانت ترعى أحوال بيتها بنفسها، وأعربت عن تأثر ابنتها
الكبرى بوفاة أمها، فدائما تردّد بصوت ممزوج بالبكاء "أمي في الجنة." وأضافت: أما علاقتها بأمها فهي متناغمة،
تجزل العطاء لها وتتفانى في إسعادها، ومنذ علمها بنبأ وفاتها يعتريها الصمت، تخاطبنا بدموعها، وما بين الحين
 والآخر تسأل بصوت دافئ يقتله الحزن كمداً على ابنتها ورفيقتها من سترعاني وتقف بجانبي بعدها؟ وفي ختام حديثها
أوضحت كتوعة أن غدير تلقت آخر اتصال هاتفي قبل وفاتها من إحدى قريباتها، تمنت من خلاله أن تتغير حياتها للأفضل،
وقد اختار لها حُسن الخاتمة، كما كانت تدعو في حياتها. أنهيت اتصالي بها ودعوت للفقيدة بالرحمة
وبيت من الشعر يُداعب مخيلتي : "فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذُكر للإنسان عمر ثاني"

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

معلمة الرياضيات غدير ضحت بحياتها من أجل طالباتها في مشهد بطولي

معلمة الرياضيات غدير ضحت بحياتها من أجل طالباتها في مشهد بطولي  الرائع


  غدير كتوعة معلمة رياضيات ووكيلة بمدرسة براعم الوطن التي ماتت خنقا مطلع الأسبوع الماضي قامت المعلمة
 غدير في بداية سماع خبر الحريق بأخذ ابنتها وأودعتها بمكتب مديرة المدرسة وطلبت من ابنتها عدم التحرك
حتى تعود إليها وانطلقت مهرولة بين الفصول لتنقذ ما يمكن إنقاذه من الطالبات في الطابق الأرضي ثم صعدت إلى
الطابق الثاني استجابة لنداءات الاستغاثة التي يرددنها الطالبات المحتجزات بالطابق العلوي لتشارك بكل بطولة في

عمليات إخلاء الطالبات ولكي تخفف من نوبة الهلع والذعر التي أنتابت الجميع وقد شاهدنها طالباتها
 وهي توجه الجميع إلى الأماكن الآمنة التي لم تصلها النيران ومن شدة اهتمامها بإنقاذ أرواح الطالبات وخوفها الشديد
عليهن نسيت نفسها حتى امتلأت رئتاها بمادة الكربون القاتل فسقطت ميتة رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح
جناته وبقيت طفلتها الصغيرة تسأل عن أمها حتى اليوم وتردد عبارة

 (أمي قالت لا تروحي مكان راح أرجع لك، طيب ليه مارجعت؟) ووالدها المكلوم يسليها وهو يعيش صدمة الفراق المر لزوجة لم يعرف منها سوى السمع والطاعة طوال عشر سنوات حتى إنها اتصلت عليه صباح يوم الحريق تسأذنه لكي تشارك في برنامج تدريبي بمكتب التعليم وبعد انتهاء البرنامج التدريب عادت للمدرسة لتكمل بقية ساعات الدوام بالمدرسة. يقول زوجها
محمد باجنيد ل(الرياض) لم أكن أعلم أن فرحنا الشديد بوظيفتها معلمة متعاقدة في مدرسة أهلية سيتبدل حزنا
في يوم من الأيام فقد كانت تبحث رحمها الله عن وظيفة عدة سنوات وعندما توظفت قررت برغبتها أن تساعدني بدفع
 إيجار الشقة وأن تتكفل هي بكل متطلباتها هي وابنتيها الصغيرتين بل إنه كانت في طريق عودتها من المدرسة تشتري
بعض احتياجات البيت من الغذاء وحقيقة كانت رحمها الله عمود البيت ولا ندري كيف ستكون حياتي أنا وبناتي بعد أن

فقدنا القلب الحنون والأم الحانية رحمها الله. من جهة أخرى تقول الطالبات (جنا حمدان الحربي وعواطف السلمي وسارة القحطاني) أن وكيلة المدرسة غدير كتوعة هي التي قامت بإنقاذهن وإنزلتهن إلى الطابق الأرضي ثم عادت وهي تبكي لتنقذ بقية الطالبات وبعد أن انتهى الحريق بحثنا عنها بين المعلمات لنشكرها على بطولتها فأخبرونا أنها ماتت، ومن بعد موتها كرهنا المدرسة وقررنا عدم العودة لمدرسة براعم الوطن بعد وفاة الوكيلة التي كانت القلب النابض بالمدرسة والأم الحنون لكل الطالبات رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

زيارة الامير خالد الفيصل لموقع الحريق بالمدرسه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زيارة الأمير خالد الفيصل لموقع حريق مدرسة براعم الاطفال بحي الصفاء بجدة 23/12/1432هـ و يأمر بالتحقيق العاجل لمسببات الحريق و يوجه بالعنايه بالمصابات






وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، بالتحقيق الفوري في أسباب حريق مدرسة براعم الأطفال بحي الصفا بجدة، الذي اندلع ظهر اليوم.

وأكد سموه لدى زيارته للموقع قبل قليل، ضرورة معرفة المتسبب تمهيداً لمحاسبته، كما وجه سموه مدير الشؤون الصحية الدكتور سامي باداود بالاهتمام والعناية بالمصابات، وتقديم أعلى درجات العناية لهن.

وأكد باداود أن جميع مستشفيات جدة، بما فيها مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة ومستشفى الملك خالد للحرس الوطني جاهزة لاستقبال المصابات.

عزاء الامير خالد الفيصل لمنزل "غدير كتوعه"صور









بعض صور حريق مدرسة "براعم الوطن"












جده عروس البحر مدري عذابه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقلا من الفيس بوك للغاليه " Doola Ali "















 جده عروس البحر مـدري عذابـه
فــي ثوبـهـا قـصــة دمـــوع الـحــواري
... بالامس مبتله بقطـر السحابـه
لـيـن اختـلـط لــون المـطـر بالمـجـاري
واليوم محروقة جسد .والغرابه!!
مـازال ثـوب الحـزن،، منظـر حضـاري
تلـحـفـت ثـــوب الألـــم والـكـآبــه
تصرخ ( عسى من هو يـرد اعتبـاري)
ياصاحـبـي هــل للمسـائـل اجـابـه
لامــات طفـلـة،، وش يـفـيـد اعـتــذاري
تموت شمعه،، لاجل عين الغلابه
وتطيـح دمعـة،، مـن عـيـون الـعـذاري
في مدرسه صارت حطام وخرابه
ذكرى،، جسدها من عنـا الظلـم عـاري
غدير نادت ريم !! باقي مصابـه!؛
طفلـه،، يحاصـرهـا اللهيــب الـحـراري
ياأستاذتـي!! يامعلمتنـي الكتابـه!!
أشوف باب المـوت ،، مخـرج طـواري
وجه الحبيبه ،،من يعوض غيابه
ومـن هـو يعـوض حرقتـي وانكـسـاري
ماتت ويحضنها الوطن في ترابـه
وغـابـت وسـالـت بالـدمـوع الـحـواري
قولـوا لمـن يفهـم لحضـرة جنابـه
تــرى الـمــدارس سـيـئـة وانـــت داري
والوضع مزري والمبانـي معابـه
واسوارها تصرخ : ( كرهت انتظاري)
بين المطر والنـار وجـه التشابـه
والـنـور ظـلـمـه والـصـعـود انـحــداري
اخــر ضحـايـا موطـنـي لاغـرابـه
اطـفـال يحضـنـهـا اللهيـــب الـحــراري
واكبـر مثـل للتضحـيـة والمهـابـة

غــديــر كـتــوعــه وريـــــم الـنــهــاري







الأحد، 27 نوفمبر 2011

تعازينا للطالب عمر بن ماجد المغربي

تعزيه لعمر مغربي بالمدرسه ...
الله يجزي أصحابها كل خير





لمشاهدة الفيديو الرجاء الذهاب الى الرابط ادناه


http://www.facebook.com/video/video.php?v=1959258600986

خالد الفيصل يعزي أسرتي المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قام الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة اليوم بزيارة أسرتي المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة اللتين توفيتا في حادث حريق مدرسة براعم الوطن في محافظة جدة أمس. ونقل سموه تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لذوي المعلمتين . وقال سموه :" أنقل لكم تعازي القيادة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وأقول لكما إن ابنتكم ابنتنا، ومصابكم هو مصابنا وأدعو الله أن يتغمد الفقيدتين بواسع رحمته وأن يدخلهما الجنة بإذن الله، وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان. وثمنت أسرتا المعلمتين من جهتهما هذه المشاعر الطيبة والروح الإنسانية غير المستغربة من سمو الأمير خالد الفيصل والتي خففت من وقع هذه المصيبة وأن ذلك ديدن القيادة في التلاح .




من جانبه قامت نائبة وزير التربية والتعليم للشؤون التعليمية نوره الفايز اليوم بزيارة المصابات المنومين في مستشفى الجدعاني بجدة وعددهم 10 منهم طالبة عمرها أربعة سنوات ما زالت في العناية المركزة فيما يبلغ أعمار الطالبات من 5الى 15 سنة ومعلمتين ومديرة المدرسة.

وقال رئيس المستشفى شالي الجدعاني أن قسم الطوارئ تلقى الساعة الواحدة إعلان حالة الطوارئ ورفع الاستعدادات إلى اللون الأحمر لاستقبال 47 حالة مصابة من جراء الحريق، وأكد أنه لم يبقى في المستشفى إلا حالات عشرة سيتم خروجها اليوم أو غدا.

من جهة أخرى قالت الطالبة رزان النجار "ثاني متوسط" إنها وزميلاتها شاهدن الدخان فخرجن مع المعلمة إلى غرفة المعلمات في الدور الثالث وبدء الدخان يخنقنا فكسرنا الشباك ورمينا بأنفسنا. وقالت أخت الطالبة ديانا النجار إن الطالبات رمين أنفسهن قبل أن يضع الدفاع المدني الاسفنجات، وكانت عملية التدخل بطيئة جدا إلى جانب أن المعلمات لم يكن لديهن دراية بخراطيم الماء وطفايات الحريق.

بعد وقوع الحريق .. براعم الوطن


















مقاطع الفيديو





حريق مدرسة البراعم الوطن بجده بحي الصفاء



http://www.youtube.com/watch?v=Ort7nnV3dow&feature=related





أحد الهواة يصور سقوط الطالبات من نوافذ المدرسة



http://www.youtube.com/watch?v=s_sPta1GI5U&feature=player_embedded#!





وفاة وكيلة المدرسة ومعلمة وإصابة 42 في حريق بإحدى مدارس البنات بجدة



http://www.youtube.com/watch?v=897MUkhrwJk&feature=player_embedded#!







الأحد 20/11/2011
فاطمة مشهور- حصة المولد –جدة- تصوير: سلوى سعيد

قالت خالة الفقيدة غدير كتوعة المشرفة في المدرسة التي لقيت مصرعها في الحادث: إننا فقدنا ابنة بارة باهلها، وقد توفيت وهي تحاول إنقاذ المصابات وما أصعب الفقدان لغدير ، وتركت خلفها ابنتين احداهما تبلغ ست سنوات والأخرى ثماني سنوات..
تصمت برهة لتعاود الحديث بألم قائلة: لقد وجدت الفقيدة رحمها الله ملاقاة على الرصيف ووجها مزرق نتيجة الاختناق الذي عانته بالتأكيد داخل أورقة المدرسة.
وعن عائلتها قالت: غدير هي الابنة الخامسة من ضمن أربع شقيقات وكانت هي الأقرب لوالدتها التي أصابها ارتفاع في ضغط الدم حين سماعها بالخبر ليتم نقلها للمستشفى.
وتحدثت لـ»المدينة» خالتي الفقيدة ثريا وعواطف مؤكدتين صدمتهما بهذه الفاجعة غير المتوقعة ، فقد كانت الفقيدة مثالا للأدب وحسن التعامل مع الجميع. وحاولت «المدينة» التواصل مع شقيقات الفقيدة إلا أن ألم الفجعة وذهول الموقف من الحدث حال بين ذلك .
و أكدت خالة الفقيدة : مايصبر قلوبنا هو معرفتنا أن غدير قد ضحت بحياتها لإنقاذ الطالبات ، وختمت حديثها بقولها: رحمك الله يا غدير وألهمنا الله الصبر على هذا المصاب العظيم ، ودعواتي لشقيقتي ان تنهض بالسلامة من هذا الخبر الفاجعة .



• استعان مستشفى الجدعاني في علاج المصابات بطالبات الكليات الصحية.
• تواجد مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود داخل المستشفى منذ بدء نقل الحالات.
• أصيب شقيقا المعلمة المتوفاة ريم النهاري بانهيار عند مشاهدتها في ثلاجة الموتى.
• تجمهر سكان الأحياء المجاورة لمستشفى الجدعاني أمام بوابة المستشفى.
• تواصل حضور وخروج سيارات الإسعاف من بعد صلاة الظهر وحتى أذان المغرب لنقل المصابات.
• الأمهات كن يبحثن عن أسماء بناتهن في كشوف المستشفى والدموع تغطي ملامح وجوههن.
• عم البكاء قسم الطوارئ من أسرة المعلمة غدير كتوعة عند سماع خبر وفاة ابنتهن.



المتوفيات

غدير محمد كتوعة
ريم عامر النهاري
سوزان الخالدي

حريق مدرسة البراعم بجدة / صور + فيديو









معلمات براعم الوطن غدير كتوعه وريم النهاري

غدير كتوعه . ريم عامر


“استودعتُ نفسي عند ربي” .. كانت هذه آخر العبارات التي تلفظت بها معلِّمة مادة الدين في مدرسة براعم الوطن بحي الصفا ريما عمر، التي لفظت أنفاسها ظُهْر اليوم في حريق براعم الوطن مع رفيقتها وزميلتها المعلِّمة غدير كتوعه .
ولم تكن تحلم ريما، المعلّمة التي ما زالت في العشرينيات من عمرها، إلا بحلم مثيلاتها من الفتيات في مثل عمرها، المتمثل في ثوب أبيض ترتديه في عرسها، لكن القدر لم يمهلها لتحقيق حلمها في الدنيا، بعدما وجدت نفسها أمام خيارين، أحلاهما مُرّ؛ فإما الموت حرقاً، أو القفز هرباً من الطابق الثالث؛ ففضلت الخيار الثاني، ووصلت جثة هامدة إلى الأرض.
ولأنها نيران حاولت ريما – والحديث لمسؤولة المحاسبة في المدرسة زينب – الفرار بجِلْدها ظناً منها أن في العمر بقية “فكانت ريما في الدور الثالث، وبدأت النيران تنشب من كل جهة، وشعرت بأنه من الصعوبة بمكان الوصول إلى الدرج للهروب، وامتلكها الخوف والهلع؛ فألقت بنفسها وأخريات من زميلاتها، يصل عددهن إلى أربع، وعدد من الطالبات ممن أعيتهن الحيلة من ذاك الارتفاع، آملات بأن يحميهن سقف خشبي في فناء المدرسة، إلا أنه دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حيث تهشم اللوح الخشبي الذي كانت تأمل أن يكون سبباً في حمايتها؛ وذلك من الأوزان الزائدة التي وقعت عليه، وكان قدرها أن تنتهي حياتها في هذه اللحظة، بينما أُصيب الأخريات اللاتي قفزن معها”.
وأضافت بأن المعلمة الأخرى التي لقيت حتفها “غدير كتوعه سجَّلت هي الأخرى أروع معاني التضحية “إذ ضحت بحياتها من أجل سلامة الطالبات، وأبت أن تخرج وتنقذ نفسها، فيما لا تزال هناك طالبات في الداخل، فآثرت على نفسها، وتحملت حتى اطمأنت على خروج آخر طالبة، ولكن سرعان ما باغتها قدرها؛ لتلفظ أنفاسها اختناقاً، وتسقط أرضاً جثة هامدة”.
وأشادت زينب بجهود أهالي الحي الذين آووا بعض المعلمات والطالبات في بيوتهم “وأعطوهن شراشف وأثواباً؛ حتى يحتمين بها بعد أن خرج العديد من دون طُرَح على الرؤوس”. مضيفة بأن كل من كان موجوداً من سائقين وغيرهم دخلوا وبادروا بإطفاء النيران قبل مجيء الإسعاف والمطافئ.

غدير كتوعة.. ودّعت طالباتها بـ "دعاء" عبر"البلاك بيري"

دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: "ربي أحسن خاتمتي واصرف عني ميتة السوء ولا تقبض روحي إلا وأنت راضٍ عني" بهذا الدعاء المؤثر ودّعت غدير كتوعة وكيلة مدرسة براعم الوطن أحباءها وزميلاتها وطالباتها عبر البلاك بيري، فكتبت غدير دعاءها قبل يومين من وفاتها، إثر اختناقٍ وقع لها نتيجة حريقٍ نُشب في المدرسة، وكأنها أبت أن تلاقي ربها قبل أن تترك كلمات يتذكرونها بها.

وبصعوبةٍ بالغة تواصلت "سبق" مع إحدى قريباتها "رقية كتوعة" والتي تحدثت عن سمات الفقيدة  قائلة: إنها شخصية مُحبة للخير، تعشق مساعدة الآخرين، ابتسامتها الصافية لا تفارق محياها، شديدة البر بأمها، موضحة أنها كانت معلمة للرياضيات ولتميزها وإبداعها تمت ترقيتها وكيلة للمدرسة .

وأضافت قائلة: كانت متوقدة النشاط والذهن في المدرسة، تُضفي روح التفاؤل والمحبة بين المعلمات والطالبات، فكانت الندى الرقيق الذي يخفف من ضغط المعاناة على زميلاتها وطالباتها .

 وبنبرة حزنٍ وأسى استكملت حديثها قائلة: كانت تعشق الطالبات وتتفانى في توفير المناخ التربوي لإبداعهن، ونظراً لشعورها بالمسئولية فقد آثرت إنقاذهن من الحريق حتى آخر طالبة، وشاءت إرادة الله بعدها أن تختنق من جرّاء الدخان الكثيف الذي خيّم على أرجاء المكان .

وقالت: منذ علمنا بنبأ وفاتها ساد الحزن أفراد أسرتها وألجمنا الصمت وبات الدعاء بالرحمة سلاحنا نغالب به دموعنا التي انهمرت كمداً على غاليتنا، وخلال تواصلي معها سمعت حروفاً مبعثرة نسجت كلمات طفولة بريئة قائلة: "أنتظر أمي ولن أنام إلا في حضنها" كانت هذه ابنتها الصغرى طفلة الروضة، وقد أدمت كلماتها قلبي فانهرتُ باكية ووددت احتضان الطفلة لو كانت بجانبي .

وتابعت: كانت غدير تعشق أسرتها وتعتني بابنتيها  وتسهر على رعايتهما، لم  تفارقهما مطلقا، فكانت ينبوعاً من الحنان أفاض على المحيطين بها، موضحة رفضها التام لوجود خادمة بالمنزل، فكانت ترعى أحوال بيتها بنفسها، وأعربت عن تأثر ابنتها الكبرى بوفاة أمها، فدائما تردّد بصوت ممزوج بالبكاء  "أمي في الجنة."

وأضافت: أما علاقتها بأمها فهي متناغمة، تجزل العطاء لها وتتفانى في إسعادها، ومنذ علمها بنبأ وفاتها يعتريها الصمت، تخاطبنا بدموعها، وما بين الحين والآخر تسأل بصوت دافئ يقتله الحزن كمداً  على ابنتها ورفيقتها من سترعاني وتقف بجانبي بعدها؟

وفي ختام حديثها أوضحت كتوعة أن غدير تلقت آخر اتصال هاتفي قبل وفاتها من إحدى  قريباتها، تمنت من خلاله أن تتغير حياتها للأفضل، وقد اختار لها حُسن الخاتمة، كما كانت تدعو في حياتها.

أنهيت اتصالي بها ودعوت للفقيدة بالرحمة وبيت من الشعر يُداعب مخيلتي :
"فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها      فالذُكر للإنسان عمر ثاني"