الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

معلمة الرياضيات غدير ضحت بحياتها من أجل طالباتها في مشهد بطولي

معلمة الرياضيات غدير ضحت بحياتها من أجل طالباتها في مشهد بطولي  الرائع


  غدير كتوعة معلمة رياضيات ووكيلة بمدرسة براعم الوطن التي ماتت خنقا مطلع الأسبوع الماضي قامت المعلمة
 غدير في بداية سماع خبر الحريق بأخذ ابنتها وأودعتها بمكتب مديرة المدرسة وطلبت من ابنتها عدم التحرك
حتى تعود إليها وانطلقت مهرولة بين الفصول لتنقذ ما يمكن إنقاذه من الطالبات في الطابق الأرضي ثم صعدت إلى
الطابق الثاني استجابة لنداءات الاستغاثة التي يرددنها الطالبات المحتجزات بالطابق العلوي لتشارك بكل بطولة في

عمليات إخلاء الطالبات ولكي تخفف من نوبة الهلع والذعر التي أنتابت الجميع وقد شاهدنها طالباتها
 وهي توجه الجميع إلى الأماكن الآمنة التي لم تصلها النيران ومن شدة اهتمامها بإنقاذ أرواح الطالبات وخوفها الشديد
عليهن نسيت نفسها حتى امتلأت رئتاها بمادة الكربون القاتل فسقطت ميتة رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح
جناته وبقيت طفلتها الصغيرة تسأل عن أمها حتى اليوم وتردد عبارة

 (أمي قالت لا تروحي مكان راح أرجع لك، طيب ليه مارجعت؟) ووالدها المكلوم يسليها وهو يعيش صدمة الفراق المر لزوجة لم يعرف منها سوى السمع والطاعة طوال عشر سنوات حتى إنها اتصلت عليه صباح يوم الحريق تسأذنه لكي تشارك في برنامج تدريبي بمكتب التعليم وبعد انتهاء البرنامج التدريب عادت للمدرسة لتكمل بقية ساعات الدوام بالمدرسة. يقول زوجها
محمد باجنيد ل(الرياض) لم أكن أعلم أن فرحنا الشديد بوظيفتها معلمة متعاقدة في مدرسة أهلية سيتبدل حزنا
في يوم من الأيام فقد كانت تبحث رحمها الله عن وظيفة عدة سنوات وعندما توظفت قررت برغبتها أن تساعدني بدفع
 إيجار الشقة وأن تتكفل هي بكل متطلباتها هي وابنتيها الصغيرتين بل إنه كانت في طريق عودتها من المدرسة تشتري
بعض احتياجات البيت من الغذاء وحقيقة كانت رحمها الله عمود البيت ولا ندري كيف ستكون حياتي أنا وبناتي بعد أن

فقدنا القلب الحنون والأم الحانية رحمها الله. من جهة أخرى تقول الطالبات (جنا حمدان الحربي وعواطف السلمي وسارة القحطاني) أن وكيلة المدرسة غدير كتوعة هي التي قامت بإنقاذهن وإنزلتهن إلى الطابق الأرضي ثم عادت وهي تبكي لتنقذ بقية الطالبات وبعد أن انتهى الحريق بحثنا عنها بين المعلمات لنشكرها على بطولتها فأخبرونا أنها ماتت، ومن بعد موتها كرهنا المدرسة وقررنا عدم العودة لمدرسة براعم الوطن بعد وفاة الوكيلة التي كانت القلب النابض بالمدرسة والأم الحنون لكل الطالبات رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق